الاثنين، 12 سبتمبر 2011

الجماعة غاضبة من «العسكرى» والحكومة.. وشعارها القادم «أكون أو لا أكون»

محمد بديع 
لم تكن العلاقة بين المجلس العسكرى وجماعة «الإخوان المسلمين» لتصل إلى تلك الحالة من التوتر من دون إعادة نظر حول التطورات على الساحة السياسية. فالبيان الذى أصدرته الجماعة، أول من أمس، يحمل فى طياته كثيرا من المعانى التى تنبئ عن رسم الجماعة خطا سياسيا منفصلا عن «إرادة» المجلس العسكرى، الذى طالما اتُّهمت بأنها «ذراعه الشعبية».



التطور الحادثة فى الموقف «الإخوانى» أرجعه البعض إلى صدور مرسوم قانون «تقسيم الدوائر الانتخابية» الأخير، الذى اعتبرته الجماعة مخالفا النقاش الذى دار حوله، عندما استقبل المجلس العسكرى محمد مرسى، رئيس حزب «الحرية والعدالة» التابع للإخوان، بناء على طلب المجلس، لمناقشة مرسوم تقسيم الدوائر. وبعد الاجتماع، أبدى مرسى تحفظه على تقسيم الدوائر الانتخابية، معتبرا أنه «لا يحقق تكافؤ الفرص بين كل المرشحين، ويحقق الغلبة لدوائر على حساب أخرى».



المتابعون، قالوا إنه يبدو أن اللقاء لم يحقق الهدف منه، مما دفع الجماعة إلى إصدار بيان شديد اللهجة يطالب المجلس العسكرى بتحقيق «وعوده» التى وعد بها الشعب المصرى منذ توليه قيادة البلاد فى فبراير الماضى. وطالبه بالاقتداء بالقيادى السودانى الفريق عبد الرحمن سوار الذهب، الذى سلم السلطة إلى المدنيين فور انتهاء الفترة الانتقالية.

قيادات «الإخوان»، من بينهم عضوا مكتب الإرشاد حسام أبو بكر وسعد الحسينى، تحفظا عن التعليق على البيان، واكتفيا بقول إن الجماعة «أصدرت بيانا يعبر عن رأيها».



ويبدو أن قانون مجلس الشعب، وتقسيم الدوائر، الذى ينتظر تصديق المجلس العسكرى عليه، سيجبر الجماعة على الدخول فى تحالفات رغما عنها، كما سيجبرها على تقليل النسبة التى قررت المنافسة عليها. وهو ما أكده الخبير السياسى الدكتور وحيد عبد المجيد، إذ قال إن تلك التقسيمة للدوائر، ستجعل جماعة الإخوان تعيد النظر فى نسبة مرشحيها، وستسعى نحو إنجاح تحالفها للحصول على الأغلبية من خلال إعداد قائمة وطنية موحدة.



بيان الجماعة لم يتحدث فقط عن العلاقة المتوترة بين الجيش والإخوان، وإنما طال كذلك حكومة عصام شرف، وقال «إنكم فى مناصبكم مؤقتون». بيان الإخوان «الغاضب» طال أيضا نائب رئيس الوزراء على السلمى، مع إصراره على إقرار وثيقة المبادئ الحاكمة للدستور الجديد، الذى تعارضه الجماعة، متمسكة بما أفرزته نتيجة الاستفتاء على التعديلات الدستورية فى 19 مارس الماضى.



العلاقة المتوترة بين الجماعة، فى الفترة الأخيرة، والسلطة الحاكمة، بشقيها المجلس العسكرى، والحكومة المؤقتة، والتى تعكسها تصريحات الجماعة وبياناتها الغاضبة، تعكس خلافا واضحا فى التصورات والمواقف السياسية، وتجعل الأيام القادمة مليئة بالأحداث، وسيبقى عالقا فى ذهن الجماعة «محنة 54»، وعليه فمواقف الإخوان ستكون عنوانها الرئيسى «الصبر مفتاح الفرج»، وإن لم يفلح فرج، فسيكون الشعار الأهم أكون أولا أكون».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق