السبت، 11 مايو 2013

ابراهيم داود يكتب : جيل التمرد


إن أشياء عظيمة وكثيرة في هذه الدنيا بدأت بفكرة مجنونة، مثل طيران الإنسان بلا أجنحة أو ريش، والأجسام المعدنية القادرة على السير وحمل البشر والأثقال دون خيول تجرها، نقل الصوت عبر العالم، الهبوط على القمر… هذه الأفكار احتاجت متمردين على الأمر الواقع، متمردين نشطين لا يقفون بسبب إخفاق أو فشل.
ان الرضا بقضاء الله، يختلف كل الاختلاف عن الرضا بالأمر الواقع، فالرضا باستشهاد شهيد، يختلف تماما عن الرضا بوجود المحتل لمجتمعنا هذا المحتل التي تختلف صفاته عن صفاتنا وتختلف ملامح وجهه عن طيبة ملامحنا حتى أصبح من السهل ان يتنازل عن عظمة وطنه لمن هو أصغر بكثير ان يرد ذكر اسمه على السنتنا .
ان التمرد صفة وطبع يغلب على هذا الجيل من شبابنا فسبق لهم وان تمردوا على الواقع المرير الذي عاشه جيلٌ حالت أمامه الظروف على ان يتمرد ضد من استغل طيبته ليسرق منه كل الاحلام ويسرق منه قوت يومه حتى لا يتسطيع أن يجد وقتا ليتمرد بينه وبين نفسه !!
دعونا نفترض – على سبيل التوضيح – أن الزوج منا ورب الأسرة، آثر الرضا بما لديه من وظيفة، وآثر ستر أولاده وزوجته، ودعونا نضغط على زر التحكم عن بعد (ريموت كنترول)، وجعلنا الأيام تجري وكأنها ثواني، لنصل إلى ما بعد 25 سنة، ماذا سنجد؟

سنجد الرجل – الراضي بالأمر الواقع – وقد بلغ من العمر عتيا، وأن ولديه أنهيا دراستهما، وسارا على نهج والدهما، وأنهما يحمدان الله على أول وظيفة وجداها، وأنهما يجاهدان ماليا ليعثران على زوجة يكررا معها سُنة أبيهما.

ولنلقي نظرة سريعة على حال ابائنا الذين حالت الظروف بينهم وبين التمرد على نظام ( مبارك ) خلال 30 عام وما وصل به حالهم الى ما  قبل الثورة ... سنجد أن رضاهم بالأمر الواقع جعلهم غير قادرين على صنع المعجزات او حتى على توفير جزء من مرتبات وظائهفم التي حصلوا عليها بالوسائط لتأمين مستقبل ابنائهم . 

إن الرضا بالأمر الواقع لا يجلب أي خير، إنه يحول الأحرار إلى عبيد بمعدل بطيء فرضانا عن أداء مرسي وحكومته وجماعته سيصل بنا الى درجة من درجات العبيد لا تختلف أبدا عن ما عشناه في عصر مبارك بل ستكون أشد قسوة . 


فماذا يدعونا للتمرد ؟
غياب الأمن 
حال الفقراء الذي لم يتغير 
إسلوب الدولة المتسولة الذي صنعه مرسي وجماعته 
حق الشهيد وغياب القصاص 
كرامة الوطن التي ضاعت تماما على يد مرسي وجماعته 
إتهيار الاقتصاد واقترابنا من خانة الدولة المفلسة 
تبعيتنا لأمريكا وهي ما تحول بيننا وبين عودة كرامتنا مرة أخرى 

لهذا ولكل تلك الأزمات التي يمر بها المصرييون جميعا نتيجة لوجود حاكم قد لا يعرف انه جاء الى الحكم بعد ثورة على الظلم والطغيان وقد لا يعيي انه يحكم دولة بحجم مصر وقد لا يكون قد أخبره احدهم أن الجيل الصاعد في هذا الوطن هو جيل المتمردون نعلن جميعا تمردنا على جماعتهم . 

في نهاية الامر أوجه رسالتين : 
الأولى الى محمد مرسي العياط ومرشده وزعيم عصابته : إعلموا جميعا انه سيأتي يوم قريب يسحق فيه المتمردون أحلامكم  ويجعلوا منكم عبرة لمن يفكر للحظة في قتل حلم الحرية الذي أستشهد من أجله جيكا والجندي وأبو ضيف وغيرهم من ضحايا نظام الاخوان .

والثانية الى المتمردون : أعلم ان غايتكم من التمرد هو ان يكون الجميع سواسية وأن نتخلص من غياهب حكم مستبد ونستبدله بحاكم عادل يعرف ويقدر أحلام شعبه وقيمة الوطن .. استمروا في تمردكم ونحن من خلفكم متمردون ... وأن لم يكتب الله لتمردنا النجاح فلن يكتب له الفشل وستكون حملة تمرد بداية وليست نهاية في سبيل تحرير الوطن .

عاش التمرد .. يسقط حكم المرشد 


هناك تعليق واحد:

  1. سبحان الله .... يا أيها الناس قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا

    اتشرف بزيارتكم الى مدونتي

    http://alaslam-ahmd.blogspot.com

    ردحذف