"خائن الوطن من يكون سببا في خطوة يخطوها العدو في أرض الوطن"
استوقفتني تلك المقولة لجمال الدين الافغاني او الثائر الاسلامي كما وصفه الامام محمد عبده ، ففي ظل تلك الممارسات اليومية المقصود منها القضاء على موقع مصر التاريخي في في تشكيل السياسات العالمية وجعلها دولة لا سيطرة لها فكريا ولا ثقافيا ولا سياسيا او اقتصاديا على التغيرات المهولة في الخريطة الدولية من حولها لثقة جميع قوى العالم من خطورة عودة مصر الى دورها الاساسي في الدفاع عن العروبة والاسلام ، وهو ما سيكون حائط صد منيع للتصدي لمحاولات الغرب في فرض الهيمنة التامة على الشرق الاوسط سياسيا واقتصاديا والابقاء عليه تابع لها ليس فكريا فقط ولكن ربما يكون جغرافيا من خلال تحكمه في السياسات الداخلية لدول الشرق الاوسط ( اقتصاديا وعسكريا ) ورسم خريطة عالمية جديدة من خلال تقسيم بعضها الى دويلات لا تملك القدرة على النهوض .
فكما رأينا السودان وقد اصبح منقسما بين جنوبه وشماله دولتين لا تستطيع احداهم مقاومة الحروب بأنواعها عسكرية او فكرية ، وليبيا وإستغلال ثورة شعبها في السيطرة على خيراتها من الذهب الاسود من خلال تدخل عسكري بدعوى مساعدة الشعوب الثائرة في التخلص من حكوماتها الديكتاتورية ودعم الديمقراطية وما يحدث الآن في ارض الملاحم والعروبة ( سوريا الحبيبة ) من دعم عسكري كامل من الحلف الصهيوني للجماعات المسلحة في سوريا للإبقاء عليها ايضا دولة غير قادرة على النهوض مرة أخرى .
حتى يأتي دور مصر فهي الاكثر خطورة على مخططاتهم ، وهنا يقف المتآمرون في حيرة من أمرهم فمحاولة التدخل عسكريا في مصر باءت بالفشل في حرب العزة والكرامة السادس من اكتوبر 1973 وفوجئ العدو بجيش وشعب لا يستطيع احد مهما بلغت قوته ان يكسر شوكتهم او يسلب ارضهم وقوت يومهم من خلال الحروب . فماذا إذا ؟
في منتصف الثمانينات من القرن الماضي لجأت الدول الطامعة في تفتيت حلم العروبة من خلال القضاء على مصر ثقافيا واقتصاديا ونشر افكار وتدشين مجموعات من ضعاف الفكر والعقيدة لإستغلالهم في تنفيذ مخططاتهم الملعونة وذلك من خلال الاعلان عن تدشين اول منظمة حقوقية في مصر وتوالت انشاء المنظمات حتى يومنا هذا ومما لا شك فيه ان ظاهر تلك المنظمات يدعو الجميع الى الانضمام اليها املا في تحقيق اهدافها المعلنة من حقوق مدنية أو سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية وهو ما نتمناه جميعا ونعلم اننا في امس الحاجة اليه في ظل غياب العدل والمساواة في بلادنا .
ولكن هل تدفع تلك الدول الاقتصادية الكبرى ملايين الدولارات سنويا كنوع من الصدقة بدون اي عائد لها ؟
لك ان تتخيل انه في عام واحد دفع ب23 مليون دولار الى منظمات واشخاص بعينهم بطرق سرية ، بدعوى دعم الديمقراطية ايضا !!
فمن المستفيد ؟
هل تدفع الولايات المتحدة وغيرها من دول الاتحاد الاوروبي بتلك الاموال لدعم المواطن المصري ام لجعل البعض منا أداة لمحاربة المجتمع فكريا بعد فشل محاولات محاربته بالطرق العسكرية ؟
اسئله متعددة تحتاج الى اجابة واضحة منك ومن من يتلقون تلك الاموال المشبوهة !!
واخيرا سؤال إلى الذين يتلقون سنويا قليل من الاوراق الخضراء المشبوهة هل تعلم انك سببا في خطوة يخطوها العدو في أرض الوطن ؟
استقيموا يرحمكم الله !!
ابراهيم داود
4 اكتوبر 2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق