الأربعاء، 6 فبراير 2013

ابراهيم داود يكتب : مع السلامة يا جِندي


في لحظة من السكون والحزن العميق جلست وحيدا في شقتي مشوش الفكر لا استطيع ان اجمع الافكار لأطرح حلا للوضع الحالي فقد تلقيت منذ قليل وانا اتابع حالة صديقي محمد الجندي في مستشفى الهلال خبر وفاة صديق آخر لم أره قط ولكنه يؤمن بنفس افكاري الثورية .. خرج لينادي بالحرية والسلمية والحفاظ على ما تبقى لنا من ثورتنا العظيمة خرج ليطالب بالقصاص لشهداء الوطن فكان رصاص الغدر هو الاجابة الوحيدة لمطالبه .. نعم عن الشهيد ( عمرو سعد ) اتحدث . 
جلست لتحضير دعوة للتواجد أمام المشرحة في الصباح الباكر لانتظار جثمان الشهيد وتشييع جنازته ولكني لم يخطر ببالي ولو للحظة ان صديقي الآخر اللذي اعرفه جيدا قد مات . 
تلقيت مكالمة هاتفية من احدى الصديقات التي اتصلت بي لتتطمأن عن حالة محمد الجندي فأخبرتها انه بحالة جيدة واني قد تركته منذ قليل في المستشفى وحالته مازالت مستقرة . ثم اخذت اقلب في صفحات الانترنت فوجدت حديثا يدور بين صديقين عن وفاة احدا ربما اعرفة .
جلست للحظات اصابتني فيها حالة هستيرية من البكاء فقد ايقنت ان ذلك الشخص هو من كان يرسم على وجهنا الابتسامة ايقنت انه الشهيد محمد الجندي .. حاولت ان اقنع نفسي انه ما زال على قيد الحياة اتصلت بأحد الاصدقاء الذين تركتهم في المستشفى ليطمئنني ولكنه أكد المعلومة . 
لم افكر ولو للحظة اخذت هاتفي وانطلقت فجرا ابحث عن اي وسيلة مواصلات اصل بها الى المستشفى لأسمع خبرا ينفي خبر الوفاة ولكن اكد لي صديق آخر وانا في طريقي ان محمد قد مات . 
دخلت الى المستشفى انظر في وجه الجميع وقد رسمت على وجوههم علامات الحزن وجدت والد صديقي يجلس مهموما لم استطع ان انظر اليه مرة أخرى .
الجميع لا يعرف وماذا بعد وفاة محمد الجميع ينتظر !! جلسنا حتى ذهبنا الى المشرحة كانت اول مرة ادخل فيها مكان يتجمع فيه الموتى نظرت الى رفيقي وهو يدخل في ثلاجة حفظ الموتى لم استطع ان اكمل النظرة واذا بي اسمع احدهم واراه يشير الى احدى الثلاجات ويقول ان عمرو سعد يرقد فيها . 
لم اتمالك نفسي الجميع تظهر عليه آثار الصدمة فها نحن نودع اثنين من اطهر واجمل شباب مصر .. 
نعم قد مات الرفيقان ولكن حلمهم لم يمت نعم ماتوا ولكنهم خلدوا ذكراهم بحروف من ذهب في صفحات البطولات التاريخية .. انتم الابطال ونحن على دربكم نسير لنقتص من ايدي الغدر ونضعهم امام اعينكم يوم الحساب .. اقسم لكم يا شهداء الحرية اننا لم ولن نتهاون للحظة في ان نقتص لكم وان شعاراتكم التي رفعتموها بسلمية سنكملها حتى تتحقق من اجل الوطن ومن أجلكم .. 
نعم سنرددها فدمائكم الطاهرة كانت رسالة شديدة اللهجة لنا لنكمل الطريق .. 
نعم يا صديقي سيسقط حكم المرشد وسيسقط مسؤول ملف الرئاسة في جماعته .. سيسقط الجميع وستبقون انتم فقط من تحصدون نياشين المجد .. فالمجد لكم ولا مجد لهم . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق