اردوغان |
وكتب دانيال واجنر بالمجلة، مشيرا إلى أنه على أردوغان أن يتوقف لحظة ويتساءل عما كان سعيه ليصبح بطلا فى نظر رجل الشارع العربى سيجلب نتائج عكسية فى نهاية المطاف، وما الكلفة التى سيدفعها جراء تحركاته؟ ويخلص مؤكدا إن كان على واشنطن أن تختار بين تركيا وإسرائيل، فإنها بطبيعة الحال ستختار حليفتها اليهودية.
وتتفق صحيفة الجارديان مع واجنر قائلة إن تركيا تمارس لعبة شديدة الخطر فى محاولتها التمكن من قلب العالم العربى، وأشارت إلى أن المصريين أشادوا بموقف أردوغان الجرىء من إسرائيل، لمن إلى أى مدى سيذهب رئيس الوزراء؟!.
وأشار مراسل الصحيفة إيان بالاك إلى أن الخطب التى ألقاها رجب طيب أردوغان فى القاهرة، تعد ممبرا ممتازا لحملة تركيا لتصبح لاعبا كبيرا فى الشرق الأوسط، على خلفية التغييرات الهائلة فى الربيع العربى. ويعكس التهليل والاستقبال الحافل لأردوغان فى القاهرة الموقف القوى لأنقرة فى مواجهة إسرائيل، ناقدة عقود طويلة من التحالف معا.
وترى الصحيفة البريطانية أن سعى تركيل لدور إقليمى أقوى فى السنوات الأخيرة يأتى فى ظل شعورها بخيبة الأمل وربما الصدمة جراء إحباط طموحاتها فى الانضمام للاتحاد الأوروبى على يد فرنسا وألمانيا.
وخلافا لإيران، المتهمة باللعب على الوتر الطائفى بتحالفها مع الجماعات الشيعية المسلحة فى العراق وإيران، فإن تركيا تبدو كقوى سنية متعاطفة مع قضايا المنطقة، غير أنها تحظى بإعجاب كبير بسبب جرأتها على مواجهة إسرائيل.
كما أن النظام السياسى فى تركيا يبدو نموذجا مفيدا للدول العربية الخارجة من عقود من الحكم الاستبدادى. ودعوة أردوغان لمصر لمضاهاة دستور تركيا العلمانى صاحبه تأكيدا منه أن العلمانيى ليست ضد الإسلام تماما.
ورغم الحماس التركى نحو انطلاقة جديدة فى المنطقة، فإن هناك حدودا للمدى التى تذهب تركيا له، فعلى الرغم من نشاطها خلال الأزمة السورية إلا أنه لم تنضم إلى دعوة الدول الغربية للرئيس السورى بشار الأسد بالتنحى.
وتضيف الجارديان أن قرار أردوغان بعدم زيارة قطاع غزة فى إطار جولته التى تتضمن ليبيا وتونس، يشير بقوة إلى ضبط النفس فى مواجهة الغضب الإسرائيلى والأمريكى بل وغضب السلطة الفلسطينية المحتمل، إذ تبقى علاقة الأطراف الثلاث بحركة حماس متوترة.
غير أن مسئولين فى أنقرة قللوا من شأن التحذير الذى تصدر عناوين الصحف التركية بشأن إرسال بلادهم سفن حربية لمرافقة أساطيل المساعدات المتوجهة لغزة بما يثير احتمالات اشتباك مسلح بين البلدين فى أعالى البحار.
ومن جانبه، أشار د.عماد جاد، المحلل السياسى بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، فى مقابله مع الفايننشيال تايمز إلى أن القاهرة بدت مترددة فى الهرولة لأحضان الأتراك. وأضاف أن الحكومة الانتقالية ربما يرون أن هذا ليس الوقت الصحيح لإقامة تعاون إستراتيجى مع أنقرة فى وقت يعيش فيه الأتراك لحظة قوة بينما تشهد مصر لحظات ضعف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق